جان لوك غودار
وُلِد جان لوك غودار في 3 ديسمبر 1930 بمدينة باريس، من أبٍ طبيب يُدعى بول غودار، وأمٍّ من عائلة بروتستانتية ثرية تُدعى أوديل مونو. كان الثاني بين أربعة أبناء، ونشأ في بيئة مثقفة وراقية بين باريس وسويسرا. تجلّى شغفه بالسينما في وقت مبكر؛ إذ كتب أول سيناريو له بعنوان "ألين (Aline)" في سنة حصوله على شهادة البكالوريا، وكان من الروّاد المواظبين على ارتياد السينماتيك الفرنسية.
في عام 1949 نشر أولى مقالاته النقدية في مجلة La Gazette du cinéma، ثم انضم عام 1952 إلى مجلة Les Cahiers du cinéma، حيث تعرّف إلى أندريه بازان، فرانسوا تروفو، إيريك رومير، وكلود شابرول.
يُعتبر غودار من المؤسسين لحركة الموجة الجديدة (La Nouvelle Vague) في السينما الفرنسية. ففي عام 1960 أخرج أول فيلم طويل له بعنوان «على آخر نفس» (À bout de souffle)، من بطولة جان بول بلموندو. كان الفيلم حدثًا ثوريًا في تاريخ السينما، إذ كسر القواعد التقليدية للإخراج وجدّد بعمق في الأسلوب السينمائي الفرنسي، مؤثرًا في أجيال من المخرجين حول العالم.
واصل غودار بعد ذلك إنجاز أفلام متتالية، وبلغ ذروة التتويج عام 1965 عندما فاز بـ جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي عن فيلمه «ألفافيل» (Alphaville).
وبعد أحداث ماي 1968 في فرنسا، اتجه إلى سينما أكثر طابعًا سياسيًا وتجريبيًا. وفي عام 1971 تعرّض لحادث دراجة نارية خطير جعله يبتعد تدريجيًا عن التصوير خلال السبعينيات.
عاد غودار إلى الواجهة في الثمانينيات بأفلام لاقت اهتمامًا نقديًا واسعًا، منها:
Sauve qui peut (la vie) سنة 1980،
Prénom Carmen سنة 1983،
Détective سنة 1985،
وجميعها عُرضت في مهرجان كان السينمائي.
وفي عام 2014، قدّم فيلمه المميز «وداعًا للغة» (Adieu au langage) ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان.
أما آخر أعماله فكان فيلم «كتاب الصورة» (Le Livre d’image) الذي أخرجه عام 2018، مختتمًا به مسيرة سينمائية فريدة امتدت لما يقارب سبعة عقود.