إنغمار برغمان
إرنست إنغمار برغمان (14 يوليو 1918 - 30 يوليو 2007) مخرج سينمائي سويدي.
يعتبر أشهر شخصية سويدية، وقد عُرف في أنحاء العالم طيلة مشوار مهني امتد 60 عاما، أخرج خلاله 54 فيلما سينمائيا و126 عملا مسرحيا و39 مسرحية إذاعية. ومن أشهر أفلامه «التوت البري» (1957) و«مشاهد من الحياة الزوجية» (1973).
وتأثر جيل كامل من المخرجين بأفلام برغمان التي تميزت بتناولها الجريء لقضايا مثل الأخلاق والتعذيب الجنسي، ويعتبر المخرج الأميركي وودي آلن أن برغمان هو أعظم مخرج على مر التاريخ.
في الخمسينيات بدأ العالم يتعرف علي برجمان من خلال أفلام مثل «لعبة الصيف 1950»، و«مونيكا 1952» و«انتظار النساء 1952». و«ابتسامات ليلة صيف 1955»، واحتفي ناقدان من نقاد مجلة «كراسات السينما» الفرنسية احتفاءً كبيراً بفيلم «لعبة الصيف»، الذي يحكي عن مراهقين يقضيان فترة الإجازة الصيفية علي شاطئ البحر واعتبراه بداية لسينما مختلفة. هذان الناقدان هما فرانسوا تريفوا وجان لوك جودار، لذا فإن المؤرخين يعتبرون أن فيلم برغمان هو الملهم لحركة الموجة الجديدة في السينما الفرنسية.
نال «ابتسامات ليلة صيف 1955» جائزة خاصة من مهرجان كان «الكوميديا الشعرية»، وفي عام 1957 فاز فيلم «الختم السابع» بجائزة مهرجان «كان» الخاصة، ثم «الفراولة البرية 1958» الذي نال جائزة الدب الفضي في مهرجان «برلين». ازدادت شهرة برغمان عالمياً مع ثلاثة أفلام من مدارس مختلفة، قصة حب عبر كوميديا خفيفة، وسينما الخيال «الختم السابع»، الذي يتناول شخصاً يلاعب ملاك الموت علي حياته في قالب من جو الإضاءة الخاصة بالمدرسة الانطباعية الألمانية، وفي النهاية دراما نفسية مع «االتوت البري» لشخص ينتظر الموت في نهاية حياته، وبرع برغمان فيها في كسر أسلوب السرد التقليدي، وخلط بين الحلم والرؤية والحقيقة.
أفلام برغمان لا يمكن حكيها لأن القيمة الحقيقية لا تكمن في موضوعاتها، بل في لغتها السينمائية التي تم بها تجسيد المعاني التي يراد توصيلها ومعظمها كان يدور عن الوحدة، ويبرز ذلك من خلال فيلم «انتظار السيدات 1954»، وفي «التوت البري". الدين تناوله برغمان في العديد من أفلامه مثل «من خلال المرآة 196»، «والمعمودية 1962» و«الصمت 1963»، و«برسونا 1966»، ولعل مشهد المومياء التي تتنفس في القبو من فيلم «فاني والكسندر 1982» من أشهر المشاهد الرمزية في سينما برغمان لتجسيد الأفكار الدينية العتيقة. أما الموت فهو موضوع مهم شغل برغمان وبرز منذ فيلمه «الأزمة 1949»، «التوت البري» «برسونا» «وقت الذئب»، كما كثرت رموز الموت في أفلامه «العنكبوت» «سيدة عمياء» و«هيكل عظمي». برغمان خير من صَوَّر الوجه الإنساني في السينما، وهو خير من قدم الصورة الذهنية لشخصيات أفلامه لدرجة عدم اهتمام المتفرج بوجود سرد تقليدي للفيلم وانغماسه في رؤي أبطاله. توفي إنغمار برغمان في 30 يوليو 2007 في جزيرة فارو في بحر البلطيق.