فوزي بنسعيدي
وُلد فوزي بنسعيدي في المغرب، ونشأ في بيئة ثقافية غنية، ما ساهم في تكوين وعيه الفني والاجتماعي المبكر.فوزي بنسعيدي مخرج، سيناريست، ممثل وفنان مسرح مغربي، هو خريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط سنة 1990، وهو ما أهله لتنويع مواهبه وتوجيهها نحو الوجهة الصحيحة إذ تابع دراسته العليا في جامعة باريس حيث حصل على الماجستير في المسرح، كما انضم بعدها إلى المعهد الوطني العالي للفن الدرامي بالعاصمة الفرنسية.
اشتغل في المسرح وتعلم تقنيات التشخيص، وتعلم تقنيات السيناريو على يد السيناريست الفرنسي جون كلود كاريير الحاصل على جائزة أوسكار فخرية عن مجمل أعماله.بدأ فوزي بنسعيدي مسيرته الفنية في عام 1997 بفيلم قصير بعنوان «الحافة» (La Falaise)، الذي حصد جوائز عديدة في مهرجانات دولية. ثم شارك في كتابة سيناريو فيلم (Loin) مع المخرج الفرنسي أندريه تيشيني، قبل أن يخرج عام 2000 فيلمين قصيرين بارزين: «الجدار» (Le Mur)، الذي حاز جائزة "أسبوعا المخرجين"Quinzaine des Réalisateurs في مهرجان كان، و «مسارات» (Trajets)، الذي نال تقديراً في مهرجان البندقية السينمائي الدولي (Mostra de Venise).
أول فيلم روائي طويل له كان «ألف شهر» (Mille Mois, 2003)، الذي عُرض في قسم "نظرة ما"Un Certain Regard في مهرجان كان، وحصل على جائزتي Le Premier Regard وجائزة الشباب. تبعه فيلم «WWW – يا له من عالم رائع» (2006) الذي عُرض في مهرجان البندقية، ثم «موت للبيع» (Mort à vendre, 2011)، الحائز على جائزة الفن والسينما (Art et Essai) في مهرجان برلين السينمائي. وفي عام 2017، شارك فيلمه «وليلي» (Volubilis) في مهرجان Venice Days وحصد سبع جوائز في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة.
كما ساهم بنسعيدي مع مؤسسة Art for the World في أفلام جماعية ذات طابع إنساني وعالمي، منها: «يوم مشمس» (A Sunny Day, 2019) حول التغير المناخي، و«لماذا تركت الحصان وحيدا؟» (Why Did You Leave the Horse Alone?, 2022) حول الحيوان. وفي نفس العام، أخرج «أيام الصيف» (Jours d’été)، النسخة المغربية من مسرحية «البازلاء» (La Cerisaie) لتشخوف، قبل أن يعرض عام 2023 فيلمه «الثلث الخالي» (Déserts) في "أسبوعا المخرجين"Quinzaine des Cinéastes بمهرجان كان.
بالإضافة إلى إخراجه، يُعرف فوزي بنسعيدي كممثل متميز، حيث تعاون مع مخرجين بارزين مثل بيرتراند بونيلو، نادر مكنش، داوود أولاد سياد وجاك أوديار، ليؤكد مكانته كواحد من أبرز رموز السينما المغربية المعاصرة.