مايكل أنجلو أنطونيوني

وُلد المخرج وكاتب السيناريو الإيطالي مايكل أنجلو أنطونيوني في فيرارا بتاريخ 29 سبتمبر 1912 لعائلة عاملة. منذ صغره أبدى شغفًا بالموسيقى والرسم. في مرحلة المراهقة، لم تُرسله عائلته إلى مدرسة الليسيو المخصّصة للأثرياء، بل إلى ثانوية تقنية. بعد ذلك تخرّج من كلية الاقتصاد والتجارة في بولونيا، وكان يعترف دائمًا بأنه يعاني من "تعقيد عدم تلقي تعليم أدبي". في عام 1936، اكتشف شغفه بالسينما والمسرح، وكتب حتى عام 1940 نقدًا للأفلام في صحيفة Corriere padano في فيرارا. انتقل بعدها إلى روما، حيث عمل في تحرير مجلة Cinema بإدارة فيتّوريو موسوليني، ابن بينيتو موسوليني. بعد خلاف مع الإدارة، غادر المجلة وقرر متابعة حلمه بتعلم السينما في المركز التجريبي للسينما (Centro Sperimentale di Cinematografia) في روما. نظرًا لظروف الحرب التي لم تكن مناسبة للإبداع السينمائي، اتجه أنطونيو ني إلى صناعة الأفلام الوثائقية. ففي 1943 أخرج فيلمه الوثائقي الأول Gente del Po الذي يوثق حياة سكان سهل نهر بو. بين 1942 و1957 شارك أنطونيو ني في كتابة سيناريوهات عدة أفلام، وعمل مساعد مخرج، منها: Un pilota ritorna (1942) لروبرتو روسيليني I due Foscari (1942) لإنريكو فولتشينوني Les Visiteurs du soir (1942) لمارسيل كارنيه وشارك في كتابة سيناريو Caccia tragica (1947) لجوزيبي دي سانتيس. بعد ذلك، بدأ أنطونيو ني بصناعة أفلامه الطويلة الخاصة. أعماله الأولى من Cronaca di un amore (1950) حتى Il Grido (1957) جلبت له شهرة محلية في إيطاليا. بعد فشل Il Grido، دخل تجربة مسرحية قصيرة، وضم إليها الممثلة مونيكا فيتي التي التقاها أثناء تصوير الفيلم. اشتهر عالميًا بعد عرض L’Avventura (1960)، وهو أول جزء من رباعية صمّمها ليكون مساويًا للأدب. وتوالت النجاحات مع: La Notte (1961)، الحائز على الدب الذهبي في مهرجان برلين L’Eclisse (1962)، الحائز على الجائزة الخاصة للجنة التحكيم في مهرجان كان Il Deserto Rosso (1964)، الحائز على الأسد الذهبي في مهرجان البندقية Blow-Up (1966)، الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان كان 1967 وفتح له أبواب هوليوود. تميز أنطونيو ني بفتح عصر جديد للسينما auteur، قائم على الجانب النفسي والوجودي للشخصيات بدل التركيز على الحدث، مع تسليط الضوء على تعقيد العلاقات الإنسانية وضعف المشاعر. أسلوبه الأدائي يترك الكثير للخيال، مثل قراءة رواية. رغم إصابته بشلل نتيجة جلطة دماغية عام 1985، واصل أنطونيو ني نشاطه الفني. نال أوسكار فخري عام 1995 والأسد الذهبي عام 1997. وهو الوحيد مع هنري جورج كلوزو وروبرت ألتمان الذي فاز بأهم الجوائز في المهرجانات الأوروبية الثلاث الكبرى: كان وبرلين والبندقية. توفي أنطونيو ني في يوليو 2007 عن عمر يناهز 94 عامًا.