مايك لي
مايك لي (وُلد في 20 فبراير 1943 في سالفورد، لانكش، إنجلترا) هو كاتب سيناريو ومخرج بريطاني في السينما والمسرح، معروف بصوره الدقيقة للحياة اليومية وبطريقته في الاعتماد على الارتجال أثناء البروفات.
درس لي التمثيل في الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية في لندن في أوائل الستينيات، لكن اهتمامه بالكتابة والإخراج دفعه إلى تغيير المدارس عدة مرات، وتخرّج في النهاية من مدرسة لندن لفنون السينما (London School of Film Technique) عام 1965. في تلك الفترة، طوّر طريقة في بناء القصص تعتمد على الارتجال مع الممثلين لتشكيل الشخصيات والصراعات بطريقة عضوية، وهي الطريقة التي أصبحت علامته المميزة. من هذا المنهج وُلدت مسرحيته (Bleak Moments) عام 1970، التي تتناول قصة امرأة تواجه صعوبات الحياة اليومية، ثم حوّلها إلى فيلمه الروائي الطويل الأول عام 1971.
كتب لي وأخرج عدة مسرحيات وأفلام تلفزيونية، من بينها «Nuts in May» (1976) و «Abigail’s Party» (1977). و في عام 1988، عاد إلى السينما بفيلم (High Hopes) الذي يعرض التفاوت الاجتماعي بين البريطانيين العاديين. تناول موضوعات مشابهة في الكوميديا المؤثرة (Life Is Sweet) عام 1990، التي تدور حول معاناة عائلة في ضواحي لندن. ثم جاء فيلم (Naked) عام 1993، وهو تصوير صادم لعزلة رجل ساخط، وقد نال عنه جائزة أفضل مخرج في مهرجان كان السينمائي.
نال لي شهرة عالمية بفيلم «أسرار وأكاذيب» (Secrets and Lies) عام 1996، الذي يحكي قصة امرأة سوداء تبحث عن أمها البيضاء البيولوجية. فاز الفيلم بسعفة كان الذهبية، ورُشّح لخمس جوائز أوسكار، منها أفضل فيلم وأفضل سيناريو وأفضل مخرج. بعد فيلم (Career Girls) عام 1997، الذي يصور لقاء صديقتين بعد سنوات، كتب وأخرج (Topsy-Turvy) عام 1999، الذي يروي التعاون بين كاتب الأوبرا الكوميدية جيلبرت والملحن سوليفان في القرن التاسع عشر، وحصل بفضله على ترشيح جديد للأوسكار عن السيناريو.
عاد لي إلى الواقع المعاصر بفيلم (All or Nothing) عام 2002، الذي يرصد حياة سكان أحد المجمعات السكنية الشعبية. ثم ترشح مجددًا لجائزتي أوسكار عن الإخراج والسيناريو بفيلم (Vera Drake) عام 2004، الذي يروي قصة امرأة طيبة تساعد النساء الفقيرات على الإجهاض سرًّا في إنجلترا الخمسينيات.
وفي أفلامه التالية، تناول العلاقات بين شخصيات ذات مشاعر متناقضة: (Happy-Go-Lucky) عام 2008، الذي يتتبع امرأة مرحة تواجه الحياة بابتسامة، و (Another Year) عام 2010، الذي يصور زوجين سعيدين وأصدقاءهما الأقل رضا. وقد رُشح الفيلمان لجائزة الأوسكار عن أفضل سيناريو أصلي.
عام 2011، أخرج لي مسرحيته (Grief) في المسرح الوطني الملكي، وتتناول حياة عائلة تعيش في عزلة بعد فقدان الأب في الحرب العالمية الثانية.
أما فيلمه (Mr. Turner) عام 2014، فهو سيرة فنية عن حياة الرسام البريطاني ج. م. و. تيرنر، من بطولة تيموثي سبال.
وفي عام 2018، أخرج فيلم (Peterloo) الذي يتناول مذبحة بيترلو عام 1819، حيث قمعت القوات البريطانية تجمعًا سياسيًا سلميًا بالقوة.